وهي ذكرى انتهاء الوجود البريطاني رسميًا إلا أن الحرب والمجازر والتهجير بدأت قبل ذلك، فالحرب بدأت فعليًا بعد قرار التقسيم في 29/11/1947 عندما بدأت العصابات الصهيونية ارتكاب المجازر واحتلال القرى والمدن.
نمت هذه العصابات برعاية ودعم بريطانيا التي سلحتها وحمتها، بينما كان ممنوعًا على الفلسطينيين اقتناء السلاح وكانت تلاحقهم بريطانيا وقد يصل الحكم بالإعدام على من يملك رصاصة.
أعلن بن غوريون قيام إسرائيل مساء 14/5/1948 ثم انتهى الانتداب البريطاني في 15/5 ودخلت الجيوش العربية في 16/5.
في مثل اليوم كان حوالي نصف اللاجئين الفلسطينيين تم تهجيرهم على يد العصابات الصهيونية، والنصف الآخر في الفترة التي تلتها، وانتهت الحرب مع الدول العربية تدريجيًا فكانت البداية مع مصر في 24/2/1949 والنهاية مع سوريا في 20/7/1949، إلا أن المجازر والتهجير استمرت بعد ذلك إلى بداية الخمسينات.
من المجازر التي ارتكبت قبل 15/5 مجزرة بلد الشيخ في 31/12/1947 وسعسع في 14/2/1948 ودير ياسين في 9/4/1948 وتفجير مقر السرايا في يافا في 4/1/1948.
واحتلت العصابات الصهيونية أبرز المدن الفلسطينية قبل تاريخ 15/5 مثل يافا في 30/4/1948 بعد حصار ومجازر استمرت لأشهر، وحيفا في 22/4/1948، وطبريا في 8/4/1948، وصفد في 10/5/1948، وعكا في 13/5/1948، وبيسان في 12/5/1948.
بلغ عدد القوات الصهيونية أكثر من 60 ألف مقاتل ووصلوا في بعض المراحل إلى 100 ألف، أما الجيوش العربية مجتمعة فلم يتجاوز عددها الـ 35 ألفًا.
هكذا نرى كيف أن حرب النكبة بدأت بتفوق صهيوني واضح وبرعاية بريطانية وقحة، كما بدأت الحرب الحالية بتفوق إسرائيل واضح ورعاية أمريكية وقحة.
أما الأنظمة العربية كان بإمكانها ترتيب حرب عصابات ودعم المقاومة الفلسطينية لكسب الحرب واستنزاف الاحتلال لكن دخولها الحرب كان لرفع العتب أما إرضاء أسيادها في بريطانيا فهو الأهم، واليوم فهي تحارب مع إسرائيل وإرضاء أسيادها في أمريكا خط أحمر.
كشفت حرب غزة الحالية كم أن العصابة التي تسمى "إسرائيل" ما زالت عالة على القوى الاستعمارية وما زالت لا تستطيع الحياة دون دعمهم، وأنها لم تكن لتعيش طوال 77 عامًا لولا الدعم الاستعماري الأمريكي والأوروبي وفشل وتواطؤ الدول العربية.
ياسين عز الدين
شباب من أجل فلسطين تحاول أن تستثير همة الشباب وتتفاعل مع أفكارهم، فأي فكرة مهما كانت بسيطة نحتاجها ما دامت تخدم القضية الفلسطينية.
الخميس، 15 مايو 2025
اليوم الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين (15/5/1948)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
وما كان لتواطؤ الدول العربية أن يستمر ويزداد وقاحة وتبجحا لولا شكر الفلسطينيين لحكامها، ومساندتهم لهم، واستعانتهم بهم، وتبرير خياناتهم بحجج الضرورة والواقعية والمصالح والنظام العالمي، واختيار من يظنه كل فريق منهم الأقل سوءا بين أعوان عدوهم.
ها هو كبير الصهاينة ومجرمي الحرب يعلن من عواصم العرب الذين استقبلوه رغم أنهم ادعوا أنهم يستنكرون جرائمه رغبته في امتلاك غزة وتحويلها لمنتجع سياحي، فلا يدفع ذلك أي فصيل فلسطيني لإعلان البراءة من كل الحكام الذين رحبوا به وأغدقوا عليه الأموال، ولا يدفع عالما كان يرى بيع الفلسطيني أرضه للصهاينة كفرا وردة أن يعلن أمام الكفر البواح كفر هؤلاء وردتهم. ولا يدفع ناشطين مشهورين يطالبون الشعوب بمقاطعة منتجات داعمة للصهاينة ويشبهون كل دولار مدفوع لشراء منتج داعم للصهاينة برصاصة في صدور الفلسطينيين ويشنون حملات تشهير ضد من يروجون لبعض هذه المنتجات أن يشنوا حملات ضد كل حكومة تشتري أسلحة أمريكية وكل حكومة تستضيف قواعد أمريكية وكل مسؤول يستقبل صهيونيا وكل قناة تستضيف صهيونيا.
كيف لا يتمادى الحكام في التعاون مع الصهاينة وهم يرون من يسب العرب والمسلمين ويدعو عليهم يشكر بعض الحكام ويدعو لهم بمجرد تقديم مسكنات ومهدئات للفلسطينيين؟
كيف لا يتمادى الحكام في التعاون مع الصهاينة بعد أن قرؤوا فتوى من يدعون أنهم علماء المسلمين تطالب الأتراك بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية وانتخاب اردوغان حتى بعد أن استضاف الرئيس الصهيوني ورفع أعلام الصهاينة في شوارع بلاده؟
وكيف لا يستثمر الصهاينة تعاون الحكام معهم دون أي خوف من شعوبهم -بل بمساندة شعوبهم- في تنفيذ مخططاتهم وتسريع النكبة وتوسيعها إلى دول أخرى؟
وكيف ينجح المخلصون في فلسطين وخارجها بعد أن يضحوا بأموالهم وأرواحهم وأهليهم ويقتربوا من تحقيق حقوقهم في الخلاص والتحرر حتى لا يكون بينهم وبينها إلا ميل أو ذراع أو شبر إذا كان من يملك قرار الإقدام والإحجام سيستجيب حينئذ لنصيحة رسول الشيطان، وينزل عند رغبة صديق عدوه، ويأمل أن يصبح السراب ماء، والكاذب الخائن الغادر صادقا أمينا وفيا؟
إرسال تعليق