الاثنين، 25 نوفمبر 2013

تعقيبًا على لقاء إسراء المدلل مع المصري اليوم



بعد أن نشرت المصري اليوم لقاءها مع إسراء المدلل والذي اختزلته بعنوانها أن الناطقة باسم حكومة غزة قالت أن مرسي لم يكن يصلح لحكم مصر، خرجت المدلل ببيان لتنفِ ما نسب إليها وقالت أنه حصل تحريف لأقوالها وأن اللقاء كان قبل استلامها لعملها كناطقة وأنها تكلمت بصفتها الشخصية، ورغم النفي إلا أن قلة متابعي وسائل الإعلام التي نشر عليها النفي مقارنة بمتابعي المصري اليوم يجعل الضرر غير قابلًا للإصلاح أو الجبر.
 
وقد قرأت اللقاء كاملًا ورغم تحفظي على بعض ما قالته إلا أنها بشكل عام تكلمت بأمور مقبولة بالنسبة لناطقة باسم حكومة غزة، وما قالته عن مرسي أنها عارضت وصوله للسلطة لأن الوضع لم يكن مهيئًا لوصول الإخوان (بسبب سيطرة أجهزة النظام القديم) ولأنه عين السيسي وزيرًا للدفاع، فكان كلامها على عكس ما أوحى به عنوان اللقاء، لكن تسعين بالمئة من الناس لا يقرأون أكثر من العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية، وما لمحت الصحيفة إليه من أنه حتى حماس تبرأت من مرسي قد وصل لأغلب أتباع الانقلاب.

وهنا أريد أن أشير إلى أخطاء الناطقة باسم حكومة غزة:
 
أولًا: قبولها من الأصل اللقاء مع صحيفة انقلابية كان خاطئًا وللأسف لا أحد يتعلم من دروس سابقيه، لأن صحافة الانقلاب ليست كاذبة فحسب بل تحترف التزوير والتدليس، ويستحيل أن تنشر شيئًا يبيض صفحة الإخوان أو حماس، وهذا خطأ حصل من لقاء موسى أبو مرزوق وصلاح البردويل مع وسائل إعلام انقلابية، حيث اقتطعت عبارات تشوه موقف حماس، فلا هم أقنعوا جمهور الانقلابيين أن حماس جيدة ويجب رفع الحصار عن غزة، ولا هم حافظوا على صورتهم أمام مؤيدي وأنصار حماس في فلسطين ومصر.

مشكلة حماس مع الانقلابيين ليست سوء تفاهم حتى يسارع مسؤولو الحركة والناطقين باسم حكومتها للظهور بوسائل إعلام الانقلاب ويوضحوا اللبس، مشكلتها هي أنها غير مرضي عنها صهيونيًا، وكل حملة الكذب والتضليل في الإعلام الانقلابي ضد حماس ضمن مخطط أكبر لمحاصرة الحركة ومحاصرة غزة، إرضاء للصهاينة.

لست ضد أن تتجنب حماس استفزاز الانقلابيين أو تجنب التصريح أو القيام بعمل يستغله هذا الإعلام لمهاجمتها، لكن أن تتوقعوا من هذا الإعلام أن يكون منصفًا ولو بنصف بالمئة تجاهكم أو أن يساعدكم في تحسين صورتكم أمام مؤيدي الانقلاب، فاسمحوا لي هذا حلم إبليس بالجنة، و"خلوكم بكرامكتكم " بعيدين عن هذا الإعلام.

ثانيًا: منذ تعيينها ناطقة باسم الحكومة وهنالك انشغال كونها امرأة وتشغل هذا الموقع لأول مرة في تاريخ الحركات الإسلامية، وبغض النظر عن دقة هذا التوصيف، ورغم أني من مؤيدي تعيينها في هذا الموقع، إلا أني أرى الموضوع أخذ أكبر من حجمه وكثرة الكلام به ليس مفيدًا.

فأرجو أن تقلل الناطقة باسم حكومة غزة الكلام عن نفسها وأن تجعل أفعالها وأداءها يتكلمان نيابة عنها.

ثالثًا: كثرة تأكيدها أنها ليست حماس في هذا اللقاء، ولقاءات أخرى عديدة، فبين كل جملة وجملة تعيد التأكيد بطريقة مباشرة وغير مباشرة أنها ليست حماس، وهذا تصرف أراه ليس في مكانه، وكأن المثل "يكاد المريب أن يقول خذوني" ينطبق عليها.

من قراءتي لنص الحوار معها في المصري اليوم أستطيع أن أشم رائحة حمساويتها بكل سهولة بين ثنايا إجابتها وهذا لن يخفى على أحد رغم تكرارها نفي انتمائها للحركة أو التأكيد على انتقاداتها وتميزها عن الحركة، فهنالك أمور الناس تراها حتى لو حاولت إخفائها.

كما أن الاستقطاب اليوم وصل لدرجة أنه إما تكوني معنا أو ضدنا، وأهل الانقلاب في مصر إن لم تكوني معهم فأنت ضدهم وإخوانية متآمرة، وهذا ينطبق أيضًا على الساحة الفلسطينية، فمثلًا لو تكلمنا عن هاني الحسن وهو من القيادات التاريخية لحركة فتح وعضو سابق في مجلسها الثوري وشقيقه خالد من مؤسسي الحركة، إلا أنه عندما دافع عن حماس بعد الحسم عام 2007م هاجت كل حركة فتح ضده واتهم بأنه "خلية إخوانية" نائمة.

فحتى ترضي القوم يجب أن تتنازلي عن كل ثوابتك ومبادئك وتهاجمي كل ما تؤمنين به، وتصبحي ناطقة باسم محمود عباس والسيسي، وعندها ربما يغفروا لك خطيئتك، وبالتالي لا داعي لمحاولة لبس ثوب لا يناسبك، واحرصي على إقناع الناس بوجهة نظر حكومتك كما هي بدون تنازل عن مبادئ وقناعات، طبعًا ليس ضروريًا أن تقولي "أنا حمساوية" لكن أيضًا لا ضرورة من تكرار "أنا لست حمساوية" عشرين مرة في اللقاء!

رابعًا: أما القول بأنها ذكرت أراءها الشخصية وأن اللقاء حصل قبل "استلامها" للمنصب، فهنا مغالطة فاللقاء أجري معها بعد اختيارها للمنصب، ولا يهم الناس إن كانت استلمت فعليًا المنصب أو بقي أيام لتستلمه، واللقاء أجري معها لأنها اختيرت لتكون ناطقة إعلامية وليس معها كشخص وإنسانة، فهذا لقاء مع الناطقة باسم حكومة غزة، وليس شاهد على العصر مع إسراء المدلل.

هناك تعليقان (2):

أم كوثر يقول...

الانقلاب يرى في حماس امتداد للاخوان ، فسينظر لهم نظرته المجحفة للاخوان ، الذين زج بهم في غياهب السجون ، وكل من جاء على ذكر الشرعية عدّوه إخواني ، حتى ولو كان غربي أو من أي جنسية ، فكيف بمن هم في غزة؟!مهما حاولت الاخت أن تحسن الصورة ، فالانقلاب يسلك نهج اقصائي ، ولا يركن إلا لبوق واحد ، والخطأ هو في اجراء اللقاء ، الانقلاب يتصيد التصريحات ويزورها لحتى تخدمه ، وكل تصريح من حماس هو ضربة لحماس قبل أن تكون ضربة للاخوان ، لأنهم قد يصورهم الانقلاب صورة في غير محلها ، ولماذا تكرر نفس الخطأ مادام وقع فيه غيرها ، كان هذا داعي لكي لا تجري المقابلة ، الانقلاب منذ اليوم الاول سعى لإحكام الحصار وخنق غزة ، وليس بالضرورة ذكر انتماءها ، زمرة انقلابية تكن العداء لغزة وتحاصرها لغاية في نفس يعقوب ، وكما تفضلت الانقلابيون يضيقون الاختيارات فلا مجال لمناورة إما معهم أو ضدهم ، ومهما كنت دملوماسيا فهم زمرة انقلابية باعت ضميرها ، مهما اخترت الكلمات لتتجنب التصادم معهم فهم قد صموا آذانهم عن سماع صوت الحق ،والواقع المصري مثال حي لواقع مرير ، فكيف بغزة كان الله في عونهم ، لكن سؤال: أظن الاخت لم تقبل المقابلة من نفسها ، قد يكون تمة من اوحى لها بالامر نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها غزة ، إذن مطلوب حلول ، فالوضع متأزم وجد خطير

أم كوثر يقول...

في قناة الجزيرة عندما ينتقد أحدهم شخص غير موجود توقفه مقدمة البرنامج ، حتى لا تكون تُجرى له محاكمة غيابية ، دون أن يتسنى له الدفاع عن نفسه ، لذلك عندما توجه نصيحة أو انتقاد مفروض يكون الشخص حاضر ليفسر أو يوضح ما أشكل على الناس ،ولتكن النصيحة في قالب طيب وحتى إن كان القصد التصحيح ، فقد يستغلها مرضى القلوب فيبنوا عليها ، ويشهروا بها ، جيد أن تنصح غيركم وطيب أن تسمع النصيحة من الغير ، لأن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون