الأحد، 4 نوفمبر 2012

الدار دار أبونا ... واجو الغربة يطحونا




يمتلك صديقنا اشتيوي دكانًا صغيرًا وسط المدينة يعتاش منه ويعيل عائلته، ويملك منزلًا ورثه عن والده وسط المدينة، وكان دائمًا يرفع شعار "أمشي من الحيط للحيط .. وأقول يا رب الستيرة"، وأخذ على نفسه عهدًا أن لا يتناول السياسة فهي رجس من عمل الشيطان، وأن لا يتورط في أي عمل مقاوم ضد المحتل الصهيوني فجميع التنظيمات مخترقة ويتلاعب بها المحتل يمنةً ويسرى، ويرى في إعالته لأسرته وجلب قوت يومهم أعظم جهاد وصمود على الأرض.

صحى اشتيوي ذات ليلة على جلبة في حديقة المنزل، رجال يتكلمون العبرية وينزلون معدات ثقيلة لم يميز ما هي، اختلس النظر من النافذة فإذا عشرات المستوطنين يحرسهم جنود الاحتلال يقومون بنصب خيام وعرائش في حديقة المنزل.

قال في نفسه: "الله يهونها، شو جابهم هدول؟ خلينا لبكرة بالنهار تنشوف شو قصتهم".

لم يستطع النوم اشتيوي وهو يتقلب في السرير، ثم يصحو ويذهب يختلس النظر من النافذة، "اللهم جيب العواقب سليمة، طيب شو بدهم؟ لو بدهم يعتقلوا حد كان دخلوا، وبعدين شو الخزاين اللي بنزلوا فيها؟ ول ول .."


مع تسلل أشعة الشمس إلى داخل المنزل، قام من فراشه مسرعًا ذهب ولبس أفضل الملابس، وخرج من الباب وهو يقول لنفسه "أكيد مش راح يطولوا، معقول يطولوا؟ يعملوا مستوطنة هون بنص البلد؟ لا لا، مش للدرجة هذه، بلاش أفكار هبل، هدول مستوطنين برة على الجبال بعيشوا وعند القرى، مش عنا بنص البلد."

ما أن أطل برأسه من الباب حتى بادره جندي حرس حدود صارخًا: "وقف ... وين الهوية؟ شو بتسوي هون؟"
أخرج اشتيوي هويته، وقال بكل ثقة: "هاد بيتي"، نظر إليه الجندي بازدراء، وأخذ الهوية وقال له: "استنى."

غاب الجندي لربع ساعة ولم يعد، واشتيوي يفكر "ماذا يفعلون حول البيت؟ هل سأتأخر على الدكان؟"، انتظر ربع ساعة أخرى ثم قام بجمع شجاعته وقرر التقدم نحو ضابط قريب، قائلًا له: "لو سمحت هويتي معكم،" نهره الضابط وأمره بالعودة لمكانه، فعاد اشتيوي مسرعًا ليقف أمام باب المنزل حتى لا يعقد الأمور بزيادة.

بعد نصف ساعة عاد الجندي، وألقى الهوية بوجه اشتيوي، وأدار ظهره، تجرأ اشتيوي وسأله: "لو سمحت، شو فيه المستوطنين قاعدين بالأرض عنا؟"، نظر إليه الجندي بإزدراء وهز رأسه متظاهرًا بعدم علمه بما يجري.

خرج اشتيوي من منزله مسرعًا، ليتخلص من الكابوس قائلًا لنفسه "إن شاء الله بخلصوا شغلهم وبرجع بلاقيهم روحوا"، فتح دكانه وبدأ يفكر ويفكر، ماذا يفعل مع الكابوس؟ اتصل بصديقه أبو الشامخ والذي يعمل عقيدًا بالأمن الوطني، فقص عليه ما حصل، رد عليه أبو الشامخ "الملاعين الله يحرقهم، هدول فش حد يأدبهم، الله يرحم أيام ما كنا في لبنان كل يوم نروح على الحدود نذبحهم ونأدبهم"، رد عليه اشتيوي: "طيب، وشو قولك أعمل"، قال له: "اسمع شوفلك جمعية حقوق إنسان أو محامي، وإذا بتشوفلك محامي يهودي بيكون أحسن، هدول بيفهموا على بعض".

ذهب إلى جاره صاحب محل الملابس أبو محمود وقص عليه همّه، فقال له: "اسمع، ابني محمود بيدرس في الجامعة، وبروح بشتغل عند اليهود بالصيف، بيعرف يلطش كم كلمة عبري، بخليه يجي معك يفهم شو القصة، وبعدها بنشوف شو تعمل".

أغلق اشتيوي محله باكرًا، وطلب من أبو محمود أن يتصل بابنه، وذهبا إلى البيت دخلا وتوجها نحو الحديقة الخلفية للبيت، حيث يجلس المستوطنون، خاف اشتيوي وتردد وقال لمحمود تفضل على البيت خليني أشربك شاي بالأول، دخلا وطلب اشتيوي من زوجته أن تعد الشاي، وجلس يفكر: "بدنا حجة علشان نروح على الأرض ورا الدار، بلاش اليهود يحكولنا ليش جايين"، بعدها لمعت عيني اشتيوي، وذهب وأخرج مقص الأشجار، فإن سألوه لماذا أتيت فسيقول أنه جاء ليقلم أشجار حديقته.

بعد شرب الشاي خرجا من الباب وتوجها نحو الحديقة الخلفية، استوقفهما نصب قام بوضعه المستوطنون لـ"ضحايا الإرهاب"، وصور لمستوطنين ولفتت نظر اشتيوي مسبحة زرقاء مد يده ليتفحصها، فجاءه مستوطن غاضب وأمره بإشارة من يده بأن يرجعها، قال له اشتيوي: "أنا لست لصًا، أنا لا أسرق ما ليس لي، أنا مش حرامي"، وابتلع ريقه وقرر التوجه نحو باب الحديقة الخلفية.

تفاجأ بأن الجنود نصبوا آلة لفحص المعادن عند بوابة الحديقة، وقال في نفسه: "يا ويلي، لو شافوا مقص الشجر راح يقولوا جاي أطعن جندي"، وهمّ بالعودة لكن محمود واصل تقدمه وتجادل مع الجندي وعلا صراخهما، ثم عاد محمود غاضبًا قال لاشتيوي: "بده يمنعني من الدخول علشان معي لابتوب، بحكيلي بيجوز عليه مواد تحريضية، لازم أخليه عندهم يفحصوه، بديش أدخل!!".

قال اشتيوي في نفسه: "فرجت، خليني أتضامن معه وأرجع، بلاش يشوفوا مقص الشجر"، وهمس بأذن محمود: "طيب ما عرفت ليش جايين وناصبين خيمهم؟".

فرد محمود: "قال عندهم عيد العرش وأرضك طلعت مكان مقدس مذكور في التوراة".
-         "قولك بطول عيدهم هذا؟ راح يروحوا بس يخلص؟"
*        "لا ما تخافش أسبوع زمان وبروحوا، إن شاء الله شغلتهم فارطة".
-         "طيب ما دام هيك بسيطة، بس يحلوا عنا، الله ياخذهم".

مرت الأيام وانتهى الأسبوع، وتلاه الأسبوع، ثم الشهر والشهرين، والخيمة أصبحت بيتًا مؤقتًا، ثم بدأ المستوطنون ببناء منزلًا من الحجر، وكل يوم يزداد اشتيوي كآبة، لكن ما العمل؟ "العين بصيرة والأيد قصيرة"، إلى أن جاء مجموعة من الشباب مع متضامنين أجانب إلى البيت، وبعد أن عرفوا على أنفسهم، قال لهم اشتيوي "توكلوا على الله اعملوا اللي بدكم أياه"، وقال في نفسه: "كله على الفاضي، هدول اليهود الأنبياء ما قدروا عليهم، بدهم كم ولد يقدروا لهم."

توجه الشباب نحو بوابة الحديقة الخلفية وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، صرخ بهم الجنود وقاموا بإخراج قنابل الغاز ليلقوها على الشباب، هرع اشتيوي إلى الشباب: "يا عمي دخيل على ولاياكم، بدكم تخربوا بيتي، ما انتوا شايفين البير وغطاه، خلص خليكم تظاهروا بعيد على الشقة الثانية من الشارع، هناك فش يهود".

ثم أضاف: "اسمعوا، مش أنتو بدكم تساعدوني؟ فيه غرفة النوم بدي أغيرها وأجيب غرفة جديدة، شو رأيكم تساعدوني بتركبيها؟"، وافقت المجموعة المتحمسة على ذلك، وفي اليوم الموعود أحضروا غرفة النوم من عند النجار وبدأوا بادخال ألواح الخشب إلى المنزل، وبدأوا بتركيب الألواح.

فوجئ اشتيوي بعشرات المستوطنين وقد اقتحموا منزله وبدأوا بإثارة الجلبة، وتوجه عدد منهم برفقة ضابط من الإدارة المدنية، توجه اشتيوي إلى الضابط وقال له: "خير؟"

قال له الضابط: "معك رخصة تركب غرفة نوم جديدة؟"
-         "لا، ما معي، بس بجيبها من البلدية، وهذه بلدية تابعة للسلطة، بنتفاهم مع بعض، يعني"
*        "أنت ما معك ترخيص؟ اسمع، هلقيت هلقيت بتقيم كل اشي، بلاش نهدم البيت، وخود هذه غرامة 1500 شيكل بتدفعها في بنك البريد"
-         "طيب يا عمي، بنفكها بس ليش الغرامة؟"
*        "شيكت"!! (أي اسكت بالعبرية).

وأدار الضابط ظهره وخرج من الغرفة، فيما جلس المستوطنون ينظرون إلى اشتيوي ومساعديه وهم يقومون بتفكيك الخزائن والسرير، وبعد أن انهوا عملهم صاح مستوطن: "ما زيه؟" (ما هذا)، وخرج ونادى الضابط، ووضح الضابط لاشتيوي أن التفكيك يجب أن يشمل أيضًا إزالة الدهان والورنيش عن الخشب.

قال له اشتيوي: "يا عمي أنا بدي أطلع غرفة النوم برة البيت، بديش أنام على اشي، فش بعد نومة الأرض"، فوافق ضابط الإدارة المدنية بعد طول تفكير، لكن عندما همّ اشتيوي بإخراج غرفة النوم من المنزل أوقفه ضابط حرس الحدود وقال له

-          "ممنوع يطلعوا، لازم نفحص".
*         سأله اشتيوي: "طيب ليش".
-          "بتيخون" (أي أمن).
*        "طيب، أفحصوهم".
-         "تعال بكرة".
*        "شو بكرة، هلقيت بهدموا البيت!! ما بتقدر تفحصهم اليوم؟"
-         "شيكت!"

اضطر اشتيوي للخضوع، وقال في نفسه: "يا رب يجيب العواقب سليمة"، وعند صباح اليوم التالي سمع قرعًا شديدًا على الباب، كان ضابط الإدارة المدنية يحمل قرار إخلاء وهدم للمنزل، بدأ اشتيوي بالصياح الهستيري، هجم عليه رجال الشرطة وحملوه في السيارة، بعد أن قاموا بتكبيل يديه ورجليه ووضعوا كيسًا أسودًا على رأسه.

وصل اشتيوي مركز المسكوبية للتحقيق، أنزلوه من السيارة، أدخلوه غرفة، "أخلع ملابسك"، خلعها وفتشوه، "تعال ابصم هون"، بصم بالعشرة وبكفوف اليد، وأخذوا صورته، ثم قاموا بوضع نظارات معتمة عليه واقتادوه إلى سرداب طويل، ثم أدخلوه إلى غرفة.

أزاح الشرطي النظارة المعتمة عنه، فإذا بمحقق من جهاز الشاباك يجلس أمامه.

-         "أهلًا وسهلًا، استاز اشتيوي، أنا الكابتن، كيف حالك؟"
*        "الحمد لله بخير".
-         "ما فيه حدا مغلبك؟ حدا ضايقك؟ حدا ضربك؟"
*        "لا والله، كل اشي تمام، وأحسن معاملة، الحمد لله".
-         "طيب ليش أنت عامل بعياه (مشاكل)؟"
*        "لا والله، أنا ما عملت اشي".
-         "اسمع يا ###، ما تقعد تتخوت علي، انتو العرب كزابين و#*#*##* و!@##، فاحكي دغري معي، بلاش #!$$# و##$$#".
*        "والله مش فاهم عليك، شو فيه؟"
-         "أنت ليش هون؟"
*        "بعرفش، اجوا الصبح يهدموا البيت وأنا صرت أصيح، وما لقيت حالي إلا هون".
-         "يا سلام! احنا كنا نحلم فيك؟ ليش ما أخذنا جارك أبو علي؟ ليش ما أخذنا أبو محمود؟ أنت جاي تتهبل علينا يا حمار؟!"
*        "لا والله، انت ما تفهمني غلط، بس أنا والله طول عمري بامشي من الحيط للحيط، وبقول يا رب الستيرة، وما عمري اشتغلت مع أحزاب ولا تنظيمات، كلهم الله وكيلك كزابين".
-         "طيب اسمع، أنا شفت ملفك، وأنت زلمة غانم وما عليك مشاكل وملفك نظيف، بس أنت من يوم اجوا جيرانك المستوطنين وصرت تعمل بعياه، وبتظلك تشوش عليهم، وبدك تبني شغلات بدون ترخيص..."
*        "لا لا، هي غرفة النوم بس بدون ترخيص، الباقي كله مرخص وقانوني، وعندي الأوراق..."
-         "أنا ما بهمني بترخيص مش ترخيص، هدا شغل الإدارة المدنية مش شغلي، أنا شاباك، أنا بدي أعرف ليش أنت بتخطط تقتل المستوطنين؟"
*        "أنا؟!؟!"
-         "آه أنت، مش هدول مستوطنين سرقوا أرضك، مش هيك انتو بتحكوا بين بعض؟"
*        "لا والله، وباتحداك إن حكيت هيك لحدا، بالعكس أهلًا وسهلًا فيهم، هدول اولاد عمنا إبراهيم".
-         "مش بحكيلك إنكم عرب جرب كزابين ولاد ست وستين #### و$#$$%%، إنت مفكر دولة إسرائيل راحت دفعت 10 آلاف دولار عشان تجيبك على المسكوبية، بدون ما تكون عامل اشي؟
اسمعني منيح، أنت هون بالمسكوبية واحنا ما بنلعب، أنت بدك تعترف بكل اشي من طقطق للسلام عليكم".
*        "احلفلك بشو علشان تصدق؟ أنا مش ضدكم وأنا مع السلام، وأنا انتخبت أبو مازن، شو بدك أدلة أثبت لك؟
اسمع أنا بديش الدار كلها، متنازل إلكم عنها."
-         "ولك يا كلب، مفكرنا هبل، هلقيت بتقول بديش البيت وبكرة بس تطلع بتروح على الإعلام والجزيرة وتقول سرقوا البيت و..."
*        "طيب اسمعني، بس.
عمرك شفتني بجيب الإعلام على البيت؟ مش انتو مخابرات؟ بتقدروا تتأكدوا ما عمري حكيت مع وسيلة إعلامية"
-         "حتى ولو، بدنا اثبات حقيقي أنك مش راح تكزب علينا وتلف وتدور، وتروحوا تعملوا اعتصامات ومسيرات".
*        "بوقعلكم على ورقة وببصم عليها".

وافق الضابط وأحضر ورقة وكتب صيغة تنازل عن المنزل، وطلب من اشتيوي التوقيع والبصم عليها، وقال لاشتيوي: "لحظة"، وخرج من الغرفة وعاد بعد نصف ساعة، وقال لاشتيوي: "للأسف الميجر مش راضي، بيقول لك الضمانات مش كفاية."
-         "طيب شو بدكم مني أكثر من هيك؟"
*        "ما بعرف، إنت قول."
-         "اسمع أنا ما عاد بدي هالبلاد، بدي أطلع وأهج منها، وبديش أرجع، خليها الكم."
*        "طيب، وين بدك تروح"
-         "ع الأردن، معي جواز سفر أردني"
*        "لا ما بنفع، بتظلك قريب وبكرة بتصير تجند ناس للتنظيمات الإرهابية وتصير تعملوا تفجيرات ومش عارف شو".
-         "طيب بروح ع أمريكا، ابن عمي عايش هناك وبيعمل لي هجرة"
*        "برضة ما بينفع، أنت بتجيب جواز سفر أمريكي وتيجي تضحك علينا وتدخل مع المتضامنين الأجانب."
-         "طيب وين أروح؟؟!! ع ماليزيا منيح؟ بعطوا لجوء سياسي هناك؟؟"
*        "مممممم
ماليزيا بعيدة، وما بنقدر نتأكد اذا أنت رجعت للإرهاب أو لأ، بس اسمع أنت ابن حلال وبدي أساعدك، خليني أشاور الميجر".

غاب الضابط ورجع وقال لاشتيوي: "اسمع احنا هون بدنا نساعدك، بس لازم نتأكد أنك ما بدك تضر دولة إسرائيل، الشغلة بسيطة احنا بدنا نحط عليك طوق صغير بس علشان نعرف وين أنت موجود، وفيه ميكرفون صغير علشان نطمن أنك ما بتخطط لأشياء إرهابية، وما تخاف فيه ورقة تعهدات راح نكتبها الك، أنه أي كلام شخصي بينك وبين مرتك ما راح نسمعه، راح نسكر السماعة".

فكر اشتيوي مليًا، ثم سأل: "بس وين بدكم تحطوا الطوق"، أوضح له الضابط أنه سيتم وضعه على رجله وأنه يمكنه إخفاؤه تحت البنطال فلا يراه أحد، وأكد له أن الأمر عادي جدًا، وأنه حتى كبار ضباط الشاباك والموساد يضعون مثلها عندما يخرجون في مهمات خاصة.

وأعاد اشتيوي إلى زنزانته، وبعد أن حضر محامي اشتيوي وطلب منه إنجاز الأوراق الخاصة بالهجرة وكافة الترتيبات القانونية، جلس ينتظر لأيام وأسابيع وأشهر، وأخيرًا جاء الفرج بعد عشرة شهور، أخرجوا اشتيوي من زنزانته وأحضروا الطوق، نظر اشتيوي إليه فوجده كبيرًا بعض الشيء.

ثم تفاجأ بالشرطي إذ يضعه على عنقه، فصاح قائلًا: "وين الكابتن مازن؟"، قال له الشرطي: "مش هون"، فرفض اشتيوي وضع الطوق على رقبته، خرج الشرطي وعاد بعد دقيقتين مع الكابتن مازن.

-         "مالك يا اشتيوي؟ ليش انتو العرب ما عندكم كلمة؟ مش اتفقنا على كل اشي؟"
*        "احنا ما اتفقنا على تحطوا الطوق على رقبتي!"
-         "اسمع احنا في عنا قانون وبدنا نضمن حقنا، شو بعرفنا أنك بكرة تروح تقطع رجلك وترمي الطوق؟ وتصير تتآمر على دولة إسرائيل؟
انت حطه على رقبتك، وبعد اكم من سنة تعال على سفارتنا بالأردن بنخلي السفير بحاله يفك الطوق ونحط لك واحد على رجلك، بس بشرط أنك ما تعمل اشي ضد أمن إسرائيل، ماشي؟"
*        "طيب" قالها اشتيوي بانكسار.

أحضر الشرطي الطوق ووضعه على رقبة اشتيوي وشد الوثاق لدرجة كادت تخنق اشتيوي الذي طلب من الكابتن أن يخفف من وثاق الطوق بعض الشيء، قال له الضابط: "يا غريب خليك أديب، هدا قانون، ما بقدر أتدخل، علشان يضمنوا إنك ما تقص الطوق وترميه، اطمن يا صاحبي اشتيوي، اطمن ما فيه ولا مشكلة، مش احنا أعطيناك كلمة؟".

ليست هناك تعليقات: