كنت (وما زلت) من معارضي مقاطعة الانتخابات سواء
في الضفة أو غيرها، لأن هذا فعل استسلامي يقدم للنظام ما يريده على طبق من ذهب ألا
وهو الاستفراد بمراكز صنع القرار بغض النظر عن الطريقة التي يفوزون بها.
ولذا كتبت قبل أكثر من عام منتقدًا قرار حماس
بمقاطعة الانتخابات البلدية التي كان مزمع عقدها في حينه (قبل أن يؤجلها عباس)، حتى
لا تترك الساحة أمام حركة فتح والسلطة لتواصل مسيرة الاستفراد بالساحة في الضفة،
إلا أنه (في هذا العام) تبين لي أن الأمر أكثر من مجرد قرار تتخذه قيادة الحركة،
فما دامت معنويات القاعدة التنظيمية للحركة متدنية وما دامت ماكنتها التنظيمية
عاجزة عن الحركة، فستصبح المشاركة مجرد عملية انتحارية، وقد رأينا نتائج الكتل
الإسلامية في الجامعات المتواضعة بالعام الأخير وأثر طول فترة الغياب عن الساحة.
قبل الانطلاق والمشاركة في العملية الانتخابية
يجب أن تتواجد الحركة في الميدان وأن تحتك بالشارع الفلسطيني، فالناس لا تنتخب
المظلوم بل تنتخب القوي الأمين، والجلوس في البيت طوال هذه السنوات بحجة المظلومية
تعطي رسالة سلبية للناخب بأنك لست قويًا، ربما أمين لكنك لست قويًا.
لماذا المشاركة
بالانتخابات البلدية؟