الخميس، 14 يونيو 2012

هل كان صاروخًا أم نيزكًا



ظهر مساء الخميس الماضي 7/6/2012م جسم مضيء غريب في السماء حيث استمر بالسير بخط مستقيم قبل أن ينفجر ويتخذ خط سير لولبي مع سحابة دخان، وحسب وسائل الإعلام تمت مشاهدة هذه الظاهرة في بلاد الشام وقبرص والجزيرة العربية وإيران وأرمينيا.

وثار جدل حول ما هية الصاروخ هل هو صاروخ بالستي من طراز توبول أطلقه الروس في ذلك اليوم على سبيل التجربة؟ أم هو نيزك تفتت واحترق لدى دخوله الغلاف الجوي الأرضي؟

من قالوا أنه نيزك يستندون إلى تزامن التجربة الصاروخية مع الظاهرة الغريبة (مع أني لم أستطع الحصول عن وقت إجراء التجربة الصاروخية سوى أنه كان يوم الخميس)، بالإضافة إلى طبيعة انفجار الجسم والشكل الحلزوني الذي اتخذه وهو ما لا يمكن أن يكون ناجمًا عن انفجار نيزكي كما يقولون (ولا أدري مدى صحة هذا الزعم من الناحية العلمية).

قامت وزارة الدفاع الروسية بتجربة صاروخ توبول في نفس اليوم، حسب موقع روسيا اليوم، وحسب وزارة الدفاع أطلق الصاروخ من مقاطعة استراخان الواقعة على الضفة الشمالية لبحر قزوين عند مصب نهر الفولغا، وأنه سقط بنجاح في كازخستان.

هذه مجموعة من أفلام الفيديو توثق هذا الحدث (مع الاختلاف في تفسيره):

جسم غريب يظهر في سماء فلسطين قريه اللبن الشرقيه7-6-2012

7-6-2012 :: جسم محترق غريب يمر فوق بلاد الشام


جسم غريب في سماء المنطقة ناجم عن صاروخ بالستي روسي

وما يجعلني أرجح أن ما تمت رؤيته هو ظاهرة فلكية وليس التجربة الصاروخية هو الأدلة التالية:

حسب مسار الصاروخ لم يمر من أجواء المناطق التي شوهد فيها الجسم الغريب، وحسب الخارطة المرفقة أدناه فالصاروخ أنطلق من مقاطعة استرخان (التي يؤشر عليها السهم باللون الأسود)، وسقط في كازخستان (التي يؤشر عليها السهم باللون الأحمر)، وكما نلاحظ لا يوجد أي دولة بينهما.

أقرب دولتين شوهد الجسم الغريب فيهما إلى مقاطعة استراخان وكازخستان هما إيران وأرمينيا (السهم الأخضر والأزرق)، وباقي الدول تقع إلى الغرب والجنوب الغربي منهما.



فلكي نشاهد الصاروخ يمر من فوق المنطقة عندنا فيجب أن ينطلق من استرخان إلى الجنوب الغربي وليس إلى الشرق، والانحراف المسموح به في مساره هو 200 متر وليس آلاف الكيلومترات!!

الأمر الآخر أن الصاروخ طوله 22 متر وقطره يبلغ 1.86 متر، بمعنى آخر هو أصغر من طائرة بوينغ 747 (طولها 71 متر وعرض جناحيها 64 متر)، فلماذا لا نرى طائرات البوينغ من على بعد آلاف الكيلومترات وفقط رأينا هذا الصاروخ؟
حسب المصدر الذي أعلن عن التجربة الصاروخية فالصاروخ سقط على الهدف بنجاح، فيما الجسم الذي رأيناه انفجر في السماء.

وأخيرًا كيف لم نسمع عن مشاهدة الجسم الغريب في الصين والهند وباكستان وروسيا، وهي مناطق تبعد نفس المسافة (أو أقل) التي تبعدها منطقتنا عن مسار الصاروخ؟
يبقى احتمال آخر وهو أنّ الصاروخ انحرف عن مساره وبزاوية تقترب من 180 درجة (أي سار إلى الجهة المعاكسة)، وهذا خلل عظيم وليس بالبسيط، وأن وزارة الدفاع الروسية حاولت التعتيم على الخلل وكذبت.

لكن حتى هذا التفسير يبقى ناقصًا، لأنه حتى يصل من استراخان حتى سماء المنطقة يجب أن يمر من فوق إيران متجهًا نحو السعودية أو بلاد الشام، ورادارات الصهاينة ترصد أدنى حركة على بعد الآف الكيلومترات، كما أن الأسطول الأمريكي سيرصد الصاروخ، وربما ظنوا أن الصاروخ خرج من إيران.

لكن لم نشهد استنفارًا أمنيًا صهيونيًا ولا أطلقت صفارات الإنذار لتحذير المستوطنين، فهذا الصاروخ بمثابة صاروخ "شارد" ويمكن أن يقع في أي مكان، لكن لم نستشعر أي شيء، وفقط الناس شاهدوا ما شاهدوه بالسماء وبدأت بعدها التحليلات.

إذا كانت إيران حليفة روسيا ستتغاضى عن الموضوع وتتستر عليه، فهل سيسكت الأمريكان والصهاينة على صاروخ كاد أن يتسبب بكارثة؟ نفهم أن تتستر دولة أو دولتين على الأمر، أما أن تتستر كل الدول التي تمتلك رادارات متطورة فهذا من الصعب قبوله أو استيعابه.

قرأت تفسيرًا لعالم الفلك السعودي الدكتور خالد الزعاق عضو الاتحاد العربي للعلوم والفلك، إن ما تمت مشاهدته "هو عبارة عن انفجار نيزك حجري وليس صاروخا"، وأضاف " أنه لو كان صاروخًا لرصدته رادارات الدول التي ظهر فيها، لافتًا النظر إلى أن انفجار الصاروخ يكون على شكل ومضة ويتلاشي ودخانه لا يرى إلا من مكان قريب، أما دخان النيازك فهو عبارة عن ضوء مستمر وجميع المؤشرات تدل على أن الظاهرة التي حدثت نيزك من النوع الحجري وليس نيزكًا معدنيًا".

ويبقى أن أشير إلى حادثة مشابهة (لم تحسم للآن أيضًا بين النيزك والصاروخ) حصلت في سماء النرويج عام 2009م، مع وجود فارقين أساسيين: أن مكان إطلاق الصاروخ كان قريبًا من النرويج في البحر الأبيض (القريب من المحيط المتجمد الشمالي والحدود النرويجية الشمالية)، وأن الانفجار شوهد فقط في النرويج وليس على نطاق واسع كما حصل لدينا على منطقة امتدادها أكثر من ألفي كيلومتر.

فيما يلي فيديو يوضح الظاهرة الغريبة التي حصلت بالنرويج:

وهذا تقرير لروسيا اليوم باللغة الإنجليزية يحاول تفسير ما حصل في النرويج:


لا أستطيع الجزم بأن ما رآه الناس هو انفجار لنيزك، وإن كانت الأدلة المتوفرة تشير إلى ذلك، وإن كان لدى أحدٍ منكم تفسيرًا وأدلة أخرى ارجو أن يتفضل بها حتى نصل إلى الحقيقة.

هناك 4 تعليقات:

مسلمة غيورة يقول...

لا أفهم بالصواريخ .
لكن هذا واضح أنه ليس نيزكاً ,
النبازك لها أسلوب مميز في حركتها .

ياسين عز الدين يقول...

الشكل اللولبي هو بعد انفجار الجسم، وحقيقة لا أعلم ما هو، وإن بدا لي تفسير النيزك منطقيًا. نيزك دخل الغلاف الجوي ثم انفجر بفعل الاحتكاك مع الغلاف الجوي.

جيفارا فلسطين يقول...

حسب نوعية التجربة والصاروخ اذا كان صاروخ من الصواريخ الفضاء التي تطلق الاقمار الصناعية قد يصعب اكتشافه لانه يصل الى خارج منطقة الغلاف الجوي مما يجعله خارج دائرة تغطية الرادرات اما اذا كان من الصواريخ العابرة للقارات بالنهاية لا بد ان يسقط على اي مكان على سطح الارض ولا بد ان تكتشفه الردارات -واسرائيل- معرضه لهجوم صاروخي من ايران سوريا حزب الله فهي قد اعدت دفاعاتها الجوية للتصدي لاي هجوم صاروخي محتمل ولاسقطت الصاروخ قبل ان يصل للحدودها كما رصدت اليابان مرة تجربة اطلاق صاروخ لكوريا الشمالية عن طريق ردارتها.....غيابي طووويل عدت

ياسين عز الدين يقول...

الحمد لله على سلامتك أخي الكريم. استفقدتك في الفترة الماضية.

هل يوجد فعلًا صواريخ تطلقها الأقمار الصناعية؟ كنت أظنها مجرد خطط ومشاريع مستقبلية