تلعب السلطة على وتر التخويف مما حصل في غزة لتبرر عدوانها على مخيم جنين ومحاربتها مقاومة الضفة فهنالك من يشمت بغزة بكل وقاحة، وآخرون أكثر خبثًا يدسون السم بالعسل متقمصين دور الحكيم مثل عصمت منصور فأريد تفنيد ما يزعمه أمثاله.
يزعم عصمت منصور أن السلطة تريد منع حصول كارثة بالضفة بسبب "تهور مقاومة جنين" وأنه يريد من الطرفين التفاهم وعدم إعطاء الاحتلال الذرائع لتدمير الضفة.
بدايةً لم تكن المقاومة ضد أي تنسيق للمواقف مع السلطة منذ تأسيسها عام 1994، فوافقت على وقف العمليات الاستشهادية لإعطاء الفرصة للسلطة عام 1995 ثم نقض الاحتلال كل شيء باغتيال فتحي الشقاقي ويحيى عياش، وبعد أحداث 11/9/2001 جمدت العمليات الاستشهادية بسبب الظرف العالمي واكتفت بعمليات إطلاق النار لكن الاحتلال لم يرحمنا، ثم استجابت لطلب محمود عباس عندما كان رئيسًا للوزراء عام 2003 بهدنة فكانت من جانب واحد ولم يلتزم بها الاحتلال، أما السلطة فلم ترد على كل تلك الانتهاكات سوى بالمزيد من التنسيق الأمني.
أما مقاومة مخيم جنين فطرحت حلولًا على السلطة مثل وقف المظاهر المسلحة العلنية حتى لا تحرجها أمام ترمب والاحتلال وتتيح لها سحب الذرائع، لكن محمود عباس رفض ذلك بشكل جازم واشترط تسليم سلاح المقاومة قبل أي تفاهم.
تريد السلطة إنهاء المقاومة في الضفة وليس ترشيدها ولا ضبط إيقاعها، وللمقارنة فإن حماس في غزة ضبطت إيقاع المقاومة ورشدتها من خلال التفاهم والتنسيق مع جميع الفصائل مهما كان حجمها صغيرًا واستطاعت ذلك.
والسلطة ليس لديها أي مقاومة سلمية ولا غيرها للتصدي للاعتداءات والتضييقات التي يتعرض لها شعبنا في الضفة كل يوم، هي تقول أنها تراهن على استعطاف العالم إن أحسنت خدمة الاحتلال وهذا لم يأت بأي نتيجة، لهذا أؤكد مرة أخرى أن هذه السلطة هدفها الوحيد اثبات جدارتها كوكيل أمني للاحتلال وليس لديها أي مشروع لحماية شعبنا.
إذًا لدينا سلطة لا تريد التنسيق مع المقاومة ولا توجد لديها خطة لحماية المواطن الفلسطيني، فقط تريد تهدئة كل شيء لتثبت جدارتها أمام الاحتلال وتأمل واهمة أن يكافئها الاحتلال بإدارة غزة بعد الحرب.
الجانب الآخر المتهافت من طرح عصمت منصور وأمثاله أنهم لا يهتمون بمصير غزة ويريدون تهدئة جبهة الضفة (الضعيفة أصلًا) وترك الاحتلال يستفرد بغزة، بدلًا من تقوية جبهة الضفة حتى تخفف الضغط عن غزة، متغافلين عن أن انتصار الاحتلال في غزة (لا سمح الله) سيكون كارثة ووبال على الضفة.
يزعم عصمت منصور أنه خبير في الشأن الإسرائيلي لكنه لا يعرف شيئًا عن التغيرات التي طرأت على العقلية الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر، فهم لا يريدون أي فلسطيني مهما كان منبطحًا ويقولون ذلك علنًا وبكل وضوح، قصة التعايش مع الاحتلال لم تعد قابلة للتطبيق اليوم.
عندهم مخطط في الضفة غير مرتبط بوجود المقاومة أو لا، قائم على الاستيلاء على أوسع مساحة ممكنة وأقل عدد ممكن من الفلسطينيين، وسموتريتش يقولها بصراحة أن هذا أمر الله ويجب تنفيذه، فماذا سيفيدك سحب الذرائع من الاحتلال؟ سيقول لك سموتريتش "شكرًا لك لأنك أطعت أمر الله، والآن أكمل طاعتك وأخرج من أرضي!"
الملخص:
تريد السلطة القضاء على مقاومة الضفة من أجل مصلحتها الضيقة كوكيل أمني، ولا توجد مخططات لحماية الضفة وأهلها سوى الكلمة الغبية "احمونا"، ولو كان الأمر مجرد سحب الذرائع لنسقت مع المقاومة في جنين.
وما يحصل في غزة سيأتي للضفة بعد انتهاء جيش الاحتلال من تدمير غزة إلا إذا كسر وانهزم، فبدلًا من أن تقوم الضفة بإسناد غزة وتخفيف الضغط عنها، يريد عصمت منصور وسلطته أن نخفف الضغط عن جيش الاحتلال في غزة، أي يريدون مساعدة الاحتلال على الانتصار في غزة وجعل الضفة فريسة سهلة وطائعة، فهل هذا ما يريد شعبنا؟
ياسين عز الدين
شباب من أجل فلسطين تحاول أن تستثير همة الشباب وتتفاعل مع أفكارهم، فأي فكرة مهما كانت بسيطة نحتاجها ما دامت تخدم القضية الفلسطينية.
الخميس، 2 يناير 2025
حتى لا تكونوا مثل غزة
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)