ما هو أخطر من اكتمال الحصار على حلب هو الهزيمة
النفسية فالأضرار الميدانية يمكن تعويضها لكن الهزيمة النفسية ستقود للمزيد من
الهزائم الميدانية لا سمح الله.
قدرة النظام على قطع طريق الكاستيلو لم تغير
الوضع الميداني بشكل كبير لأن الطريق مشلول منذ عدة أسابيع بسبب الغارات الجوية
والقصف البري، إلا أن الروس والنظام السوري يريدون استغلال الحدث لخلق حالة هزيمة
نفسية تحقق لهم المزيد من المكاسب الميدانية.
وهكذا نلحظ عدة إجراءات ضمن الحرب النفسية:
أولًا: الكلام
عن فتح ممرات لخروج المدنيين والمسلحين، والهدف من هذا الكلام هو الإيحاء بأن
المعركة انتهت وحتى يصبح موضوع الخروج من حلب خيارًا قيد النقاش.
مع العلم أن الثوار يستطيعون مقاومة الهجوم "الروسي - الأسدي" داخل
المدينة لأشهر طويلة على الأقل ضمن موازين القوة الحالية.
ثانيًا: كلام
بشار الأسد عن العفو عن المسلحين ويخدم نفس الهدف السابق أي الإيحاء بأن الحرب
حسمت.
ثالثًا: كثرة
التسريبات عن حلول سياسية وتسويات، بما فيه الإشاعات عن احتمال وجود صفقة روسية
تركية، وكله كلام لا أصل له بل تسريبات هدفها إرباك وضع الثوار الداخلي، وبدلًا من
التركيز على القتال وإسقاط النظام يبدأ نقاش عن "الخروج بأقل الأضرار".
ومن متابعتي لسياسة روسيا في سوريا فالهدف النهائي هو سحق الثورة السورية وتهجير
أكبر عدد ممكن من المسلمين السنة وتحويلها إلى دولة طائفية متعددة الأديان، وإعادة
تأهيل نظام الأسد بأسوأ مما كان.
لا ننسى أن الحديث عن معركة حلب واسترداد النظام
لها منذ عامين أو أكثر، وصمود الثوار رغم طعنات داعش من الخلف في وجه ثاني أقوى
جيش في العالم والمليشيات المؤازرة له هي معجزة بحد ذاتها.
البدائل أمام الثوار كثيرة مثل أن يلجأوا لحرب
العصابات وبدلًا من الحرص على الحفاظ على المواقع يكون الحرص على إيقاع الخسائر في
العدو وبالأخص الروس لأنهم المفتاح لهزيمة النظام، فتكبيدهم خسائر كبيرة يعني
تقليص فترة وجودهم في سوريا.
لكن في كل الأحوال فالهزيمة ليست خيارًا.