الاحتلال
أعلن أمس عن اعتقال ثلاثة فتيان من جبل المكبر نفذوا عملية طعن أصيبت بها
مستوطنتان، ورغم أنهم تمكنوا من الانسحاب سالمين إلا أن الاحتلال استطاع الوصول
إليهم بسبب بعض الأخطاء التي ارتكبوها.
الفتيان
نسقوا لعمليتهم من المحادثات الشخصية على الفيسبوك والواتساب وتمكنوا من تنفيذ
عمليتهم بدون أن ينتبه لهم الاحتلال، وهذا متوقع باستخدامهم كلامًا غير مباشر
ووجود مئات الآلاف من الفلسطينيين يستخدمون المواقع الاجتماعية يوميًا يجعل من
الصعب الوصول إلى مخططي العمليات.
بعد نجاح
عمليتهم بدأوا يخططون للعملية الثانية وهنا الخطأ القاتل فاستخدموا نفس الوسائل
وقد غرّهم إفلاتهم من الرقابة المرة الأولى، ففي المرة الأولى كانوا مجرد فتيان من
بين مئات الآلاف على الفيسبوك، أما بعد العملية أصبح جميع فتيان وشبان جبل المكبر
تحت الرقابة.
والاحتلال
يستطيع غربلة أصحاب الاهتمامات السياسية والمقاومة بسهولة، وأن يخرج بقائمة "للمشتبهين"
تكون من بضع عشرات أو مئات، ومراقبتهم أسهل من مراقبة مئات الآلاف.
فهكذا
استطاع الوصول إليهم واعتقالهم ورغم ذلك فتمكن فتيان لا يتجاوز عمرهم 17 عامًا من
تنفيذ عملية بهذا الاتقان هو إنجاز كبير لكن في العمل المقاوم أي خطا بسيط يكون
قاتلًا.
وأخيرًا
لا بد من التنويه أن هذه المعلومات التي أفرج عنها الاحتلال وهو لا يفصح عن كل ما لديه
من معلومات استخباراتية، حتى لا ينتبه لها المقاومون وبالتالي فهنالك بالتأكيد
ثغرات أخرى ساعدت الاحتلال بالوصول إليهم.