بداية لا يوجد معلومات جديدة فيما سأعرضه في هذا
المقال، فاعتراف عباس بالتنسيق الأمني وأن منع المقاومة هو الشغل الشاغل لأجهزته الأمنية،
وأن موضوع اللاجئين خاضع للمساومة، وأن السلطة وافقت على عدم التوجه إلى المؤسسات والمحاكم
الدولية من أجل إنجاح المفاوضات، وأن السلطة وافقت على تواجد قوات للناتو في الدولة
الفلسطينية، ووافقت على مبدأ بقاء جيش الاحتلال لمدة زمنية في بعض مناطق الدولة (غور
الأردن)، كلها أمور سمعنا بها كثيرًا ورأيناها أمامنا منذ سنوات طويلة.
إذن ما الجديد والمهم في الأمر؟
طوال الوقت كان مؤيدو فتح ينكرون كل هذه الأمور،
ولكل اتهام كانوا يجدون ألف مبرر، وكل الأدلة كانوا يستخفون بها وبمختلف الذرائع.
التنسيق الأمني قالوا لا يوجد تنسيق أمني، إن استشهدتَ
بأقوال قادة الاحتلال ردوا بأنهم أعداء لا يؤمن مكرهم، وإن استشهدت بأقوال أبناء حماس
الذين شاهدوا بأعينهم كيف انتقلت ملفاتهم الأمنية من سجون السلطة للاحتلال، قالوا هؤلاء
خصوم ونحن نستطيع أن نلفق نفس الكلام عن غزة، فجاء عباس لينسف كل ما حاولوا الكذب به
وتدليسه.
ولو قلت لهم التنسيق الأمني موجود في اتفاقية أوسلو
ردوا عليك بأنه مجرد تنسيق من أجل الحالات الإنسانية مرضى وسفر وتصاريح (وللعلم فقط
من يقرأ أوسلو يجد نصوص التنسيق الأمني ومحاربة المقاومة مذكورة بوضوح)، وجاء عباس
ونسف هذا الزعم فأكد على أن الشغل الشاغل للأجهزة الأمنية هو منع وصول السلاح للفلسطينيين
واستخدامه ضد الاحتلال.
موضوع اللاجئين قالوا أن عباس ما زال متمسكًا بحق
العودة، فجاء عباس ليرفض أن يذكر شيئًا عن تمسكه بحق عودة اللاجئين (وفي لقاء سابق
قال أن العودة فقط ستكون إلى الدولة المنتظرة داخل حدود الضفة)، بل أكد على أن أي حل
عادل لقضية اللاجئين يجب أن يكون بالاتفاق مع اللص (أي الاحتلال).