الجزء الأول
المغرب والجزائر والسودان
بعد مرور أكثر من عام على اندلاع ثورة "25 يناير" المصرية، وانتصار أول الثورات العربية في تونس، يتساءل المرء هل سيتوقف قطار الثورات عند الدول الخمس التي اندلع بها؟ وهل سيمتد الربيع العربي إلى جميع أنحاء العالم العربي؟ وما هي المحطة التالية؟
يجب علينا الاتفاق ابتداءً على أن الثورة بحد
ذاتها ليست غاية بل وسيلة تلجأ إليها الشعوب في حال أغلقت في وجهها الأبواب،
فالشعوب العربية لديها مطالب محددة: حفظ كرامة المواطن وآدميته واحترامه، والحريات
بأنواعها: حرية التعبير وحرية المعتقد وحرية العمل والكسب، ومحاربة الفساد وتحقيق
العدالة، والمشاركة باتخاذ القرار.
في حال كان هنالك أمل لتحقيق هذه المطالب من
خلال الوسائل التقليدية والسلمية، لاحقه الناس حتى آخر مدى، وفي حال كان هنالك
انسداد أو مماطلة فالانفجار قادم لا محالة.
وشهدت عدة دول عربية بعض التحركات الشعبية لم
ترقَ إلى مستوى ثورات شاملة، مثل الجزائر والمغرب والأردن والكويت وبحدةٍ أقل في
السعودية والسودان، والقاسم المشترك بين الدول الأربع الأولى أن رأس النظام تجاوب
ولو جزئياً مع المطالب، بينما في السعودية والسودان ما زال النظام يعتقد أنه غير
ملزم بشيء.