اليوم سمعت بياناً لما يسمى بالضباط الأحرار في الجيش السوري، وهو يبدو أنه أحد تشكيلات الثوار السوريين، البيان احتوى على تحذير لقيادة الجيش السوري وإعطاءها مهلة أسبوع لتتخذ قراراً إما مع النظام أو مع الثورة.
وطالب البيان بأن يتدخل المجتمع الدولي لصالح الثوار ويقوم بتسليحهم كما سلح ثوار ليبيا.
هذا البيان فيه إشكاليات لأنه يشتت جهد الثوار وبدلاً من أن يعمل على استمالة الجيش يقوم باستعدائه، يجب على ثوار سوريا التركيز على أسرة الأسد والحلقة الصغيرة الضئيلة المحيطة بهم، وبعد اسقاطها يبدأوا بتصفية الحسابات.
لاحظوا الثورة الليبية لحد اليوم تعطى الفرص تلو الفرص لكتائب القذافي لمن أراد أن يتوب وينضم للثوار، مع أن حكم القذافي بات قاب قوسين أو أدنى، فقط عائلة القذافي هي الخط الأحمر.
في مصر كان التركيز على مبارك ثم الحزب الوطني ثم ... ثم .... لكن لاحظوا لحد اليوم لم يقرب أحد من قيادة الجيش المصري، ليس لأنها قيادة وطنية بل لأن الثوار لا يريدون غرق مصر في حمامات دماء.
الخلاصة أنه في سوريا لا يمكن أن تنجح الثورة بدون مساعدة من الشرفاء داخل النظام، ولا يمكن استمالة الشرفاء من خلال إعطاء مهل وفرصة أخيرة.
كما أنبه من كتب البيان أن ثوار ليبيا لم يتلقوا رصاصة واحدة من الخارج، حتى طيران الناتو لم يستفيدوا منه الكثير، كل ما أنجزوه بسواعدهم وبمساعدة من استطاعوا استمالته من داخل النظام.
شباب من أجل فلسطين تحاول أن تستثير همة الشباب وتتفاعل مع أفكارهم، فأي فكرة مهما كانت بسيطة نحتاجها ما دامت تخدم القضية الفلسطينية.
الأربعاء، 29 يونيو 2011
قرار مذكرة القبض على القذافي
لا أدري سبب الفرحة المبالغة بها من قرار محكمة الجنايات الدولية بالقبض على القذافي، فهذا لا يعني شيء على الميدان، وأيامه أصلاً باتت معدودة والقرار لن يسرع بسقوطه، حيث الثوار ينتزعون النصر بقوتهم الذاتية.
ومن ناحية سياسية لا يعني شيئاً لأن أغلب دول العالم بدأت بسحب اعترافها به واعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي.
ولن يرسل أحد قوة لاعتقال أو قتل القذافي، بل المطلوب من الليبيين القبض على القذافي وتسليمه للمحكمة الدولية!! وهذا يعني حرمان الشعب الليبي من فرصة محاكمته واعدامه (لأن المحكمة الدولية لا تحكم بالاعدام).
طيب، وما الذي قدمه أوكامبو؟ يقول للعالم: القذافي مجرم. هذه نعرفها. يقول لليبيين اعتقلوا القذافي وسلموني إياه؟ ولماذا يسلموه لك؟ من يلقي القبض عليه يحاكمه.
باختصار القرار فارغ المضمون ولا يستحق كل هذه الفرحة.
ومن ناحية سياسية لا يعني شيئاً لأن أغلب دول العالم بدأت بسحب اعترافها به واعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي.
ولن يرسل أحد قوة لاعتقال أو قتل القذافي، بل المطلوب من الليبيين القبض على القذافي وتسليمه للمحكمة الدولية!! وهذا يعني حرمان الشعب الليبي من فرصة محاكمته واعدامه (لأن المحكمة الدولية لا تحكم بالاعدام).
طيب، وما الذي قدمه أوكامبو؟ يقول للعالم: القذافي مجرم. هذه نعرفها. يقول لليبيين اعتقلوا القذافي وسلموني إياه؟ ولماذا يسلموه لك؟ من يلقي القبض عليه يحاكمه.
باختصار القرار فارغ المضمون ولا يستحق كل هذه الفرحة.
السبت، 18 يونيو 2011
طرد دحلان هل هو مقدمة لانشقاق جديد داخل حركة فتح؟
جاء فصل دحلان المفاجئ قبل أيام من اللجنة المركزية ومن حركة فتح، وإحالة ملفاته إلى النائب العام لتكون آخر حلقات مسلسل الصراع بينه وبين محمود عباس، ونتساءل هل هو مجرد صراع بين رجلين؟ وهل سينتهي الأمر بخروج دحلان من فتح وللأبد؟ وهل سيسكت التيار الموالي له؟ وما هي خيارات دحلان والموالين له؟ هل يمكن أن تتطور الأمور نحو انشقاق يقوده دحلان؟
كانت متابعة ملف دحلان حدثاً استثنائياً في حركة نادراً ما قامت بفصل أحد من أعضائها ونادراً ما تابعت ملفات تحقيق داخلية، ودحلان ليس مجرد قيادي في الحركة، بل شخصية متنفذة لها جيوب وجماعات ولاء له سواء في غزة أو الضفة.
فكان من الطبيعي أن تأخذ الخطوة ابعاداً قد تهدد وحدة حركة فتح فشهدنا حملة حشد لمؤيدي دحلان ربطت بين توقيت الطرد وتزامنها مع الذكرى السنوية للحسم (الانقلاب) وعملية المصالحة بين حركتي فتح وحماس، حيث يردد أنصار دحلان أن طرده جاء أرضاءً لحركة حماس التي أعلنت تحفظها عليه وعلى أي دور مستقبلي له.
وأخذت الأزمة أبعاداً جهوية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والصراعات الجهوية والمناطقية معروفة وقديمة داخل حركة فتح لذا كان طبيعياً أن يحاول دحلان حشد فتحاويو قطاع غزة وراءه بزعم أنها مؤامرة "ضفاوية"، معززاً مزاعمه ببعض الوقائع مثل مشكلة تفريغات 2005م (وأغلبهم من قطاع غزة) ورفض سلام فياض توظيفهم في السلطة وسعيه للتخلص منهم.
فضلاً عن أن السلطة في توجهها نحو المصالحة يبدو أنها تخلت عن فكرة حكم الضفة وغزة، وتكتفي بوجودها في الضفة وأن تأخذ حماس قطاع غزة، وأن كل ما يريده محمود عباس هو حكومة وحدة وطنية لكي يستطيع أن يذهب إلى الأمم المتحدة في أيلول ممثلاً للشعب الفلسطيني، وحتى عند الحديث عن المعتقلين السياسيين تبدو حماس أكثر اصراراً على اطلاق سراح معتقليها في الضفة مقارنة بالسلطة التي تبدو غير مبالية بمصير معتقلي فتح في غزة.
وعلى الطرف الآخر يبدو محمود عباس ومن حوله مصرين على إقصاء محمد دحلان بشكل غير معهود في حركة فتح، والتي تشهد صراعات ومحاولات إقصاء عديدة إلا أن قيادة الحركة (سواء أيام عرفات أو عباس) حرصت دوماً على ترك فسحة للجميع يتحركوا فيها، وهذه كانت طوال الوقت نقطة قوة حركة فتح بأنها ذلك التنظيم الذي يستوعب الجميع: يساريين وقوميين وإسلاميين، وسلفيين وإخوان وصوفيين، ووطنيين ومطبعين وعملاء، ومناضلين وانتهازيين، كل هذه التناقضات كانت فتح تستوعبها طوال الوقت.
لكن في حالة دحلان هنالك اصرار على إقصائه وإقصاء الموالين له، فبعد أن شكلت له لجنة تحقيق وعقدت له عدة جلسات تحقيق وقدم للمحكمة الحركية ليأتي أخيراً قرار الفصل، وحرصت أوساط مقربة من محمود عباس على تسريب أخبار وتقارير تهدف إلى تشويه محمد دحلان، ومنها ما نسب إليه من تهريب سلاح إلى القذافي ونبش ملف علاقاته القديمة مع سيف القذافي، والكثير مما ينشر عن دحلان في مواقع والإعلام التابع لحركة حماس مصدره تسريبات متعمدة من مكتب الرئاسة في رام الله.
فاليوم يجد دحلان نفسه أمام خيارين: إما الانسحاب من الحياة السياسية والقبول بالأمر الواقع أو أن يخرج من حركة فتح ويعمل على شق صفوفها وأخذ أنصاره ومؤيديه معه وأن يسعى لتأسيس حزباً منافساً لحركة فتح، إلا أنه ولحد اللحظة ما زال يأمل بالبقاء كحالة ضمن الإطار الفتحاوي وما زال مقتنعاً أنه يمكنه الحفاظ على مكانته داخل الحركة بطريقة أو بأخرى.
وفي الواقع شهدت حركة فتح انشقاقات كثيرة منذ انشقاق صبري البنا (أبو نضال) وتأسيسه فتح المجلس الثوري في السبعينات، ومروراً بأكبر حركات الانشقاق بعيد الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982م والذي قاده أبو موسى وليعرف تنظيمه لاحقاً بفتح الانتفاضة، وخاض حروباً دموياً ضد حركة فتح "ياسر عرفات" في مخيمات طرابلس وبيروت كجزء من حرب المخيمات بين عامي 1982م و1985م وانضم للمنشقين تنظيم القيادة العامة وحركة أمل اللبنانية وكافة التنظيمات الموالية لسوريا، لكن فتح "ياسر عرفات" صمدت بعد تلك الهزة وبقيت متماسكة.
وفي بداية الانتفاضة الأولى قاد أبو الزعيم انشقاقاً مدعوماً من النظام الأردني، وبعد اتفاقية أوسلو حصلت حالات انشقاق و"حرد" كثيرة وقام منير المقدح بالانشقاق عن فتح احتجاجاً على أوسلو قبل أن يستعيده عرفات ويستوعبه، وبعد انتفاضة الأقصى عملت حماس في قطاع غزة على استمالة العديد من التشكيلات التابعة لكتائب الأقصى وحركة فتح واستطاعت استيعابها واستمالتها وأبرزها ما يعرف اليوم بحركة الأحرار، كما أن عرفات دعم تكوين لجان المقاومة الشعبية لتكون تنظيماً تابعاً لحركة فتح قبل أن تخرج من عباءة فتح وتتحالف مع حماس.
وما ميز كل حالات الانشقاق أنها لم تستطع إضعاف حركة فتح بشكل مؤثر، وكانت آثارها وقتية وعابرة، ولطالما حرص عرفات على إعادة استيعاب المنشقين مثلما فعل مع العقيد أبو صالح أحد أبرز الذين أنشقوا مع أبو موسى، لكن حالة دحلان مختلفة فهو على عكس كل المنشقين لا يريد أصلاً الخروج من فتح بينما غيره كان المبادر بالخروج عن فتح، بل تمارس بحقه وبحق أنصاره عملية طرد منظمة من داخل حركة فتح والسلطة.
في ظل هذه السابقة فمن الصعب التنبؤ بما ستنتهي إليه الأمور، فهل سيستطيع دحلان مستخدماً ثروته المالية الطائلة عمل إنشقاق ذي وزن كبير داخل الحركة؟ هل سيستطيع استمالة القطاع العريض من فتحاويي قطاع غزة؟ هل كان محمود عباس سيعمل على تدمير دحلان وطرده لو علم أنه قادر على شق صفوف الحركة؟ أم أنه وصل إلى نتيجة أن دحلان أضعف من أن يقدر على عمل أي شيء؟ أم أن الأمور ستنتهي باستيعاب دحلان وتناقضاته مثلما كان الأمر دائماً؟ لنترك الإجابة للأيام.
كانت متابعة ملف دحلان حدثاً استثنائياً في حركة نادراً ما قامت بفصل أحد من أعضائها ونادراً ما تابعت ملفات تحقيق داخلية، ودحلان ليس مجرد قيادي في الحركة، بل شخصية متنفذة لها جيوب وجماعات ولاء له سواء في غزة أو الضفة.
فكان من الطبيعي أن تأخذ الخطوة ابعاداً قد تهدد وحدة حركة فتح فشهدنا حملة حشد لمؤيدي دحلان ربطت بين توقيت الطرد وتزامنها مع الذكرى السنوية للحسم (الانقلاب) وعملية المصالحة بين حركتي فتح وحماس، حيث يردد أنصار دحلان أن طرده جاء أرضاءً لحركة حماس التي أعلنت تحفظها عليه وعلى أي دور مستقبلي له.
وأخذت الأزمة أبعاداً جهوية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والصراعات الجهوية والمناطقية معروفة وقديمة داخل حركة فتح لذا كان طبيعياً أن يحاول دحلان حشد فتحاويو قطاع غزة وراءه بزعم أنها مؤامرة "ضفاوية"، معززاً مزاعمه ببعض الوقائع مثل مشكلة تفريغات 2005م (وأغلبهم من قطاع غزة) ورفض سلام فياض توظيفهم في السلطة وسعيه للتخلص منهم.
فضلاً عن أن السلطة في توجهها نحو المصالحة يبدو أنها تخلت عن فكرة حكم الضفة وغزة، وتكتفي بوجودها في الضفة وأن تأخذ حماس قطاع غزة، وأن كل ما يريده محمود عباس هو حكومة وحدة وطنية لكي يستطيع أن يذهب إلى الأمم المتحدة في أيلول ممثلاً للشعب الفلسطيني، وحتى عند الحديث عن المعتقلين السياسيين تبدو حماس أكثر اصراراً على اطلاق سراح معتقليها في الضفة مقارنة بالسلطة التي تبدو غير مبالية بمصير معتقلي فتح في غزة.
وعلى الطرف الآخر يبدو محمود عباس ومن حوله مصرين على إقصاء محمد دحلان بشكل غير معهود في حركة فتح، والتي تشهد صراعات ومحاولات إقصاء عديدة إلا أن قيادة الحركة (سواء أيام عرفات أو عباس) حرصت دوماً على ترك فسحة للجميع يتحركوا فيها، وهذه كانت طوال الوقت نقطة قوة حركة فتح بأنها ذلك التنظيم الذي يستوعب الجميع: يساريين وقوميين وإسلاميين، وسلفيين وإخوان وصوفيين، ووطنيين ومطبعين وعملاء، ومناضلين وانتهازيين، كل هذه التناقضات كانت فتح تستوعبها طوال الوقت.
لكن في حالة دحلان هنالك اصرار على إقصائه وإقصاء الموالين له، فبعد أن شكلت له لجنة تحقيق وعقدت له عدة جلسات تحقيق وقدم للمحكمة الحركية ليأتي أخيراً قرار الفصل، وحرصت أوساط مقربة من محمود عباس على تسريب أخبار وتقارير تهدف إلى تشويه محمد دحلان، ومنها ما نسب إليه من تهريب سلاح إلى القذافي ونبش ملف علاقاته القديمة مع سيف القذافي، والكثير مما ينشر عن دحلان في مواقع والإعلام التابع لحركة حماس مصدره تسريبات متعمدة من مكتب الرئاسة في رام الله.
فاليوم يجد دحلان نفسه أمام خيارين: إما الانسحاب من الحياة السياسية والقبول بالأمر الواقع أو أن يخرج من حركة فتح ويعمل على شق صفوفها وأخذ أنصاره ومؤيديه معه وأن يسعى لتأسيس حزباً منافساً لحركة فتح، إلا أنه ولحد اللحظة ما زال يأمل بالبقاء كحالة ضمن الإطار الفتحاوي وما زال مقتنعاً أنه يمكنه الحفاظ على مكانته داخل الحركة بطريقة أو بأخرى.
وفي الواقع شهدت حركة فتح انشقاقات كثيرة منذ انشقاق صبري البنا (أبو نضال) وتأسيسه فتح المجلس الثوري في السبعينات، ومروراً بأكبر حركات الانشقاق بعيد الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982م والذي قاده أبو موسى وليعرف تنظيمه لاحقاً بفتح الانتفاضة، وخاض حروباً دموياً ضد حركة فتح "ياسر عرفات" في مخيمات طرابلس وبيروت كجزء من حرب المخيمات بين عامي 1982م و1985م وانضم للمنشقين تنظيم القيادة العامة وحركة أمل اللبنانية وكافة التنظيمات الموالية لسوريا، لكن فتح "ياسر عرفات" صمدت بعد تلك الهزة وبقيت متماسكة.
وفي بداية الانتفاضة الأولى قاد أبو الزعيم انشقاقاً مدعوماً من النظام الأردني، وبعد اتفاقية أوسلو حصلت حالات انشقاق و"حرد" كثيرة وقام منير المقدح بالانشقاق عن فتح احتجاجاً على أوسلو قبل أن يستعيده عرفات ويستوعبه، وبعد انتفاضة الأقصى عملت حماس في قطاع غزة على استمالة العديد من التشكيلات التابعة لكتائب الأقصى وحركة فتح واستطاعت استيعابها واستمالتها وأبرزها ما يعرف اليوم بحركة الأحرار، كما أن عرفات دعم تكوين لجان المقاومة الشعبية لتكون تنظيماً تابعاً لحركة فتح قبل أن تخرج من عباءة فتح وتتحالف مع حماس.
وما ميز كل حالات الانشقاق أنها لم تستطع إضعاف حركة فتح بشكل مؤثر، وكانت آثارها وقتية وعابرة، ولطالما حرص عرفات على إعادة استيعاب المنشقين مثلما فعل مع العقيد أبو صالح أحد أبرز الذين أنشقوا مع أبو موسى، لكن حالة دحلان مختلفة فهو على عكس كل المنشقين لا يريد أصلاً الخروج من فتح بينما غيره كان المبادر بالخروج عن فتح، بل تمارس بحقه وبحق أنصاره عملية طرد منظمة من داخل حركة فتح والسلطة.
في ظل هذه السابقة فمن الصعب التنبؤ بما ستنتهي إليه الأمور، فهل سيستطيع دحلان مستخدماً ثروته المالية الطائلة عمل إنشقاق ذي وزن كبير داخل الحركة؟ هل سيستطيع استمالة القطاع العريض من فتحاويي قطاع غزة؟ هل كان محمود عباس سيعمل على تدمير دحلان وطرده لو علم أنه قادر على شق صفوف الحركة؟ أم أنه وصل إلى نتيجة أن دحلان أضعف من أن يقدر على عمل أي شيء؟ أم أن الأمور ستنتهي باستيعاب دحلان وتناقضاته مثلما كان الأمر دائماً؟ لنترك الإجابة للأيام.
الثلاثاء، 14 يونيو 2011
الاحتلال يرفع مستوى التحدي يا شباب الضفة فهل أنتم لها؟
تعرضت حركة حماس في الضفة الغربية لضربات متتالية منذ اجتياحات عام 2002م بعد أن ألقت الحركة بكل ثقلها وراء العمليات الاستشهادية خلال ذروة انتفاضة الأقصى، مما أدى لحرب تصفية واعتقالات لم تستهدف فقط قادة وأفراد الجهاز العسكري بل شملت قادة من الصف الأول للعمل الجماهيري والدعوي، حيث حكم بعضهم بالسجن المؤبد عدة مرات مثل الشيخ طلال الباز وجمال أبو الهيجا وعباس السيد، أو الشيخ محمد عبد الخالق النتشة الذي حكم بأكثر من عشر سنوات، وقبلهم اغتيل كل من جمال منصور وجمال سليم وصلاح دروزة.
وإن كان الصهاينة قد ركزوا خلال عامي 2002م و2003م على تصفية الأجنحة العسكرية للمقاومة الفلسطينية بكافة أجنحتها العسكرية ليبدأ العمل المسلح بالتراجع مع عام 2004م، إلا أنهم أدركوا أن حماس قادرة على بناء جهازها العسكري خلال أسابيع وأشهر قليلة إن ترك لها المجال.
فكانت أحد النتائج التي توصلت لها الأجهزة الأمنية الصهيونية وعلى رأسها جهاز الشاباك أنه يجب ضرب حماس من جذورها الشعبية وتجفيف المنابع المالية عنها وتغييب قياداتها الجماهيرية وراء قضبان السجون، حتى تضمن عدم إعادة أحياء الجهاز العسكري، وتوصلت إلى وجوب اشغال الحركة بضربات استباقية متتالية وأن لا تتيح لأبناء وكوادر الحركة المجال للتفكير بتطوير نشاطهم أو استئناف العمل المسلح.
فكانت أول الضربات الكبيرة تلك التي وجهت في أيلول عام 2005م والتي شملت كل ما شك الصهاينة بأن له علاقة بالجهاز السياسي أو المالي للحركة وشملت مئات الكوادر النشيطة، وإن لم تظهر النتائج مباشرة على الأرض بل واستطاعت الحركة الفوز بانتخابات عام 2006م، إلا أن الصهاينة كانوا ينظرون لما هو أبعد من نتائج انتخابات لسلطة لا تملك صلاحيات حقيقية.
وبعد أحداث الحسم 2007 استغلت الأجهزة الأمنية حالة الشحن العالية داخل منتسبيها ضد حركة حماس لكي تنضم إلى جهود الاحتلال لضرب الحركة، وفي المقابل ساد شعور بين أبناء حماس في الضفة أنهم سيكونوا ضحية انتقام فتح لما حصل في غزة وأنه لا سبيل للتصدي لما هو آت نظراً للضربات القاصمة التي تلقاها القسام.
وبالفعل شهدت السنوات الأربع الماضية أعلى مستويات التعاون بين السلطة والاحتلال لضرب الأجهزة العسكرية والدعوية والمالية والإعلامية والاجتماعية للحركة في الضفة الغربية، وامتلكت حركة فتح ميزة وجود قاعدة شعبية واسعة لها (على عكس الاحتلال) مكنتها من تعقب كل تحركات وسكنات حماس في المعاقل الأساسية لها (الجامعات والمساجد).
وشابت الفترة هذه أخطاء تكتيكية قاتلة لحركة حماس على عدة مستويات سواء من ناحية اعلامها الذي نشر الرعب من ممارسات السلطة بدلاً من رفع معنويات أبناء الحركة، أو من ناحية قرار مقاطعة انتخابات مجالس الطلبة الأمر الذي أفقد الحركة فرصة التواصل مع مجتمع الطلاب وهو الخزان الذي تجدد به الحركة كوادرها التنظيمية العاملة لتستبدل من يسجن أو يستشهد منهم، فكانت النتيجة بعد ستة سنوات من الاستهداف المتكرر هو تجفيف الكثير من القواعد الشعبية والتنظيمة لحماس في الضفة.
وعندما وقعت المصالحة بين حركتي فتح وحماس برز أمل ضعيف بتوقف ممارسات السلطة أو التخفيف منها، كما اعتبرها البعض فرصة لكسر حاجز الهزيمة النفسية لدى أبناء حماس في الضفة الغربية، وفي المقابل اعتبرها البعض مجرد خدعة أو كلام لا رصيد له على أرض الواقع.
وبينما حركة حماس ومؤيدوها يناقشون جدية المصالحة وإمكانية الانطلاق من جديد في الضفة أظهر الصهاينة حرصهم على عدم المخاطرة بأي شيء، وبدأوا بشن حملة اعتقال طالت عدد كبير من قيادات الصف الأول والثاني بالحركة من الذين يمتلكون قدرة التأثير على الجماهير، أمثال الدكتور عدنان أبو تبانة والمهندس عيسى الجعبري والشيخ خالد الحاج والمهندس وصفي قبها والنائب علي رومانين والشيخ ماجد حسن والشيخ حسين أبو كويك والنائب عبد الرحمن زيدان والنائب أحمد الحاج علي ومصطفى الشنار وغيرهم، بالإضافة إلى استهداف ممنهج لنشطاء الكتل الإسلامية في الجامعات.
والصهاينة يركزون (منذ أواخر التسعينات) على نوعية المعتقلين لا كميتهم، فيهتموا بتغييب الكوادر النشيطة أو المرشحة لأن تكون نشيطة، ويوجد حالياً في سجون الاحتلال ما بين 2500 و3000 آلاف معتقل لحركة حماس، منهم ما بين 1000 و1500 من قيادات الصفوف الأولى والثانية والثالثة والقيادات الميدانية والكوادر المركزية والمؤثرة، إلى جانبهم حوالي 200 معتقل في سجون السلطة التي تعتمد أكثر على سياسة الباب الدوار؛ أي إبقاء النشيط ينتقل من مرحلة الاعتقال لفترة قصيرة ثم الافراج قصير المدى ثم الاستدعاءات ثم إعادة الاعتقال وذلك حتى يبقى في دوامة لأطول وقت ولا يستطيع العودة إلى العمل التنظيمي.
وفي ظل غياب هذا الكم من الكوادر التنظيمية والقيادات، وفي ظل إصرار الاحتلال على قطع طريق إعادة بناء الحركة قبل أن تبدأ، فإن هذا يفرض على أبناء الحركة في الضفة تحدياً حقيقياً، ويجب أن يدركوا أن مشكلتهم الحقيقية هي مع الاحتلال الذي لن يترك أي قيادي قادر على تحريك الشارع خارج السجون.
التحدي كبير وهو إعادة نشاط حركة حماس في ظل ظروف شبه مستحيلة، لكن يقيني أن أبناء الحركة على قدر التحدي لكن نحتاج منهم التقدم والمبادرة، يجب أن تعود الكتل الإسلامية لنشاطها في الجامعات والمساجد لكي تضمن الحركة تجديد دماء أبنائها، فبدون نشاط لا يوجد أعضاء ولا كوادر.
وليكن الجميع مستعداً لدفع الثمن سواء كان مضايقات من السلطة أو اعتقال من قبل الاحتلال، وفي النهاية "ما بيقطع الراس غير اللي ركبه"، وشاهدنا أمس الاثنين كيف قامت الأجهزة الأمنية بفض الاعتصام وسط مدينة نابلس وكان الثمن أقل بكثير مما يهابه البعض وتصوره لهم مخاوفهم.
وفي ظل استهداف الشخصيات المحروقة تنظيمياً فإن هذا يتطلب من الشباب والجيل الجديد في الحركة أن يكون مستعداً لأخذ مكانه والعمل، وفي حال اختفت المرجعية أو القيادة فليبادر كل من موقعة وبحسب طاقته، ربما لا يستطيع الجميع تنظيم مسيرات أو اعتصامات لكن يستطيعون عمل مجلة حائط (حتى لو مزقت فلنضع غيرها غداً)، ويستطيع الجميع طباعة بيانات وتوزيعها أو كتابة شعارات، أعمال بسيطة تضخ الحياة فالمهم أن يستمر شريان الحياة في الحركة.
لطالما عانت الحركة من الاعتقال والتصفية وفتنة أبنائها عبر التهديد والوعيد والاغراءات لكن هذا لم يمنعها من المواصلة وأن يستلم الجيل مكان الجيل القديم ليواصل المعركة، واليوم الاحتلال يصر على رفع مستوى التحدي فهل أنتم لها يا شباب الضفة الغربية؟
وإن كان الصهاينة قد ركزوا خلال عامي 2002م و2003م على تصفية الأجنحة العسكرية للمقاومة الفلسطينية بكافة أجنحتها العسكرية ليبدأ العمل المسلح بالتراجع مع عام 2004م، إلا أنهم أدركوا أن حماس قادرة على بناء جهازها العسكري خلال أسابيع وأشهر قليلة إن ترك لها المجال.
فكانت أحد النتائج التي توصلت لها الأجهزة الأمنية الصهيونية وعلى رأسها جهاز الشاباك أنه يجب ضرب حماس من جذورها الشعبية وتجفيف المنابع المالية عنها وتغييب قياداتها الجماهيرية وراء قضبان السجون، حتى تضمن عدم إعادة أحياء الجهاز العسكري، وتوصلت إلى وجوب اشغال الحركة بضربات استباقية متتالية وأن لا تتيح لأبناء وكوادر الحركة المجال للتفكير بتطوير نشاطهم أو استئناف العمل المسلح.
فكانت أول الضربات الكبيرة تلك التي وجهت في أيلول عام 2005م والتي شملت كل ما شك الصهاينة بأن له علاقة بالجهاز السياسي أو المالي للحركة وشملت مئات الكوادر النشيطة، وإن لم تظهر النتائج مباشرة على الأرض بل واستطاعت الحركة الفوز بانتخابات عام 2006م، إلا أن الصهاينة كانوا ينظرون لما هو أبعد من نتائج انتخابات لسلطة لا تملك صلاحيات حقيقية.
وبعد أحداث الحسم 2007 استغلت الأجهزة الأمنية حالة الشحن العالية داخل منتسبيها ضد حركة حماس لكي تنضم إلى جهود الاحتلال لضرب الحركة، وفي المقابل ساد شعور بين أبناء حماس في الضفة أنهم سيكونوا ضحية انتقام فتح لما حصل في غزة وأنه لا سبيل للتصدي لما هو آت نظراً للضربات القاصمة التي تلقاها القسام.
وبالفعل شهدت السنوات الأربع الماضية أعلى مستويات التعاون بين السلطة والاحتلال لضرب الأجهزة العسكرية والدعوية والمالية والإعلامية والاجتماعية للحركة في الضفة الغربية، وامتلكت حركة فتح ميزة وجود قاعدة شعبية واسعة لها (على عكس الاحتلال) مكنتها من تعقب كل تحركات وسكنات حماس في المعاقل الأساسية لها (الجامعات والمساجد).
وشابت الفترة هذه أخطاء تكتيكية قاتلة لحركة حماس على عدة مستويات سواء من ناحية اعلامها الذي نشر الرعب من ممارسات السلطة بدلاً من رفع معنويات أبناء الحركة، أو من ناحية قرار مقاطعة انتخابات مجالس الطلبة الأمر الذي أفقد الحركة فرصة التواصل مع مجتمع الطلاب وهو الخزان الذي تجدد به الحركة كوادرها التنظيمية العاملة لتستبدل من يسجن أو يستشهد منهم، فكانت النتيجة بعد ستة سنوات من الاستهداف المتكرر هو تجفيف الكثير من القواعد الشعبية والتنظيمة لحماس في الضفة.
وعندما وقعت المصالحة بين حركتي فتح وحماس برز أمل ضعيف بتوقف ممارسات السلطة أو التخفيف منها، كما اعتبرها البعض فرصة لكسر حاجز الهزيمة النفسية لدى أبناء حماس في الضفة الغربية، وفي المقابل اعتبرها البعض مجرد خدعة أو كلام لا رصيد له على أرض الواقع.
وبينما حركة حماس ومؤيدوها يناقشون جدية المصالحة وإمكانية الانطلاق من جديد في الضفة أظهر الصهاينة حرصهم على عدم المخاطرة بأي شيء، وبدأوا بشن حملة اعتقال طالت عدد كبير من قيادات الصف الأول والثاني بالحركة من الذين يمتلكون قدرة التأثير على الجماهير، أمثال الدكتور عدنان أبو تبانة والمهندس عيسى الجعبري والشيخ خالد الحاج والمهندس وصفي قبها والنائب علي رومانين والشيخ ماجد حسن والشيخ حسين أبو كويك والنائب عبد الرحمن زيدان والنائب أحمد الحاج علي ومصطفى الشنار وغيرهم، بالإضافة إلى استهداف ممنهج لنشطاء الكتل الإسلامية في الجامعات.
والصهاينة يركزون (منذ أواخر التسعينات) على نوعية المعتقلين لا كميتهم، فيهتموا بتغييب الكوادر النشيطة أو المرشحة لأن تكون نشيطة، ويوجد حالياً في سجون الاحتلال ما بين 2500 و3000 آلاف معتقل لحركة حماس، منهم ما بين 1000 و1500 من قيادات الصفوف الأولى والثانية والثالثة والقيادات الميدانية والكوادر المركزية والمؤثرة، إلى جانبهم حوالي 200 معتقل في سجون السلطة التي تعتمد أكثر على سياسة الباب الدوار؛ أي إبقاء النشيط ينتقل من مرحلة الاعتقال لفترة قصيرة ثم الافراج قصير المدى ثم الاستدعاءات ثم إعادة الاعتقال وذلك حتى يبقى في دوامة لأطول وقت ولا يستطيع العودة إلى العمل التنظيمي.
وفي ظل غياب هذا الكم من الكوادر التنظيمية والقيادات، وفي ظل إصرار الاحتلال على قطع طريق إعادة بناء الحركة قبل أن تبدأ، فإن هذا يفرض على أبناء الحركة في الضفة تحدياً حقيقياً، ويجب أن يدركوا أن مشكلتهم الحقيقية هي مع الاحتلال الذي لن يترك أي قيادي قادر على تحريك الشارع خارج السجون.
التحدي كبير وهو إعادة نشاط حركة حماس في ظل ظروف شبه مستحيلة، لكن يقيني أن أبناء الحركة على قدر التحدي لكن نحتاج منهم التقدم والمبادرة، يجب أن تعود الكتل الإسلامية لنشاطها في الجامعات والمساجد لكي تضمن الحركة تجديد دماء أبنائها، فبدون نشاط لا يوجد أعضاء ولا كوادر.
وليكن الجميع مستعداً لدفع الثمن سواء كان مضايقات من السلطة أو اعتقال من قبل الاحتلال، وفي النهاية "ما بيقطع الراس غير اللي ركبه"، وشاهدنا أمس الاثنين كيف قامت الأجهزة الأمنية بفض الاعتصام وسط مدينة نابلس وكان الثمن أقل بكثير مما يهابه البعض وتصوره لهم مخاوفهم.
وفي ظل استهداف الشخصيات المحروقة تنظيمياً فإن هذا يتطلب من الشباب والجيل الجديد في الحركة أن يكون مستعداً لأخذ مكانه والعمل، وفي حال اختفت المرجعية أو القيادة فليبادر كل من موقعة وبحسب طاقته، ربما لا يستطيع الجميع تنظيم مسيرات أو اعتصامات لكن يستطيعون عمل مجلة حائط (حتى لو مزقت فلنضع غيرها غداً)، ويستطيع الجميع طباعة بيانات وتوزيعها أو كتابة شعارات، أعمال بسيطة تضخ الحياة فالمهم أن يستمر شريان الحياة في الحركة.
لطالما عانت الحركة من الاعتقال والتصفية وفتنة أبنائها عبر التهديد والوعيد والاغراءات لكن هذا لم يمنعها من المواصلة وأن يستلم الجيل مكان الجيل القديم ليواصل المعركة، واليوم الاحتلال يصر على رفع مستوى التحدي فهل أنتم لها يا شباب الضفة الغربية؟
الاثنين، 6 يونيو 2011
ملاحظة غبية على مواجهات الجولان
البعض تهجم على مسيرات العودة عند الجولان في ذكرى النكبة، واليوم عاد وكرر الهجوم على المسيرات والمواجهات المستمرة عند الحدود. والتهجم لا يتعلق بجدوى مثل هذه التحركات وهو أمر يمكن نقاشه في مكان آخر، لكن هي مزاعم بأن هذه المسيرات هي مخصصة للتغطية على جرائم النظام السوري.
هل هذا الكلام يدين النظام السوري؟ أم أنه يدعم موقفه وأنه حامي المقاومة؟ لا أدري بماذا يفكر به هؤلاء الأشخاص عندما ينساقون وراء الدعاية الصهيونية التي تريد تلطيخ مسيرات العودة ووصمها بأنها لعبة النظام السوري.
قد يكون للنظام السوري حساباته الخاصة بالسماح بخروجها، لكن هل من يضحي بحياته من اجل العودة إلى وطنه أصبح جزءاً من أجندة نظام؟! ما يضر الثورة السورية لو خرجت مئة مسيرة مماثلة؟ لماذا يضع من يدعمون الثورة السورية أنفسهم في نفس الصف الذي يقف فيه الكيان الصهيوني؟ ألا يشوهون بموقفهم هذا الثورة السورية.
بعد مسيرة العودة يوم النكبة هل توقفت الثورة السورية؟ أم أنها استمرت واشتد عودها؟ كيف يفترض البعض بأن مسيرات العودة تغطي على الثورة السورية؟ أم أنه كلام إنشائي لا يقدم ولا يؤخر؟
الطامة أن النظام السوري وماكنته الاعلامية لم ينجح بتسويق نفسه على أنه راعي المقاومة من خلال هذه المسيرات، فيأتي من يزعمون أنهم أعداءه فيقدموا له هذه الخدمة على طبق من ذهب!!
يوجد أكثر من طرف في المعادلة:
الكيان الصهيوني وهو معني بالربط بين مسيرات العودة وبين النظام السوري حتى يقول أمام العالم بأنه مظلوم وأنه لا يحق للفلسطيني العودة إلى أرضه.
النظام السوري وهو مسرور بربطه بمسيرات العودة لأن هذا يعزز مزاعمه بأن هنالك مؤامرة أمريكية عليه بسبب دعمه للمقاومة.
الثورة السورية والربط بين هذه المسيرات والنظام يضرها لأنه يظهر الثورة وكأنها الطعنة في ظهر النظام المقاومة.
القضية الفلسطينية والشباب الفلسطيني المتحمس للعودة والربط بين تحركهم وبين ما يحصل في سوريا يضر بهم ويسخف من تضحياتهم.
سلطة رام الله وفتح التي تريد الربط بين النظام ومسيرات العودة حتى تبرر قمعها للمسيرات المماثلة في الضفة.
هؤلاء المستفيدين والمتضررين من الربط بين مسيرات العودة والنظام السوري، وأنت حر باختيار الطرف الذي تريد.
هل هذا الكلام يدين النظام السوري؟ أم أنه يدعم موقفه وأنه حامي المقاومة؟ لا أدري بماذا يفكر به هؤلاء الأشخاص عندما ينساقون وراء الدعاية الصهيونية التي تريد تلطيخ مسيرات العودة ووصمها بأنها لعبة النظام السوري.
قد يكون للنظام السوري حساباته الخاصة بالسماح بخروجها، لكن هل من يضحي بحياته من اجل العودة إلى وطنه أصبح جزءاً من أجندة نظام؟! ما يضر الثورة السورية لو خرجت مئة مسيرة مماثلة؟ لماذا يضع من يدعمون الثورة السورية أنفسهم في نفس الصف الذي يقف فيه الكيان الصهيوني؟ ألا يشوهون بموقفهم هذا الثورة السورية.
بعد مسيرة العودة يوم النكبة هل توقفت الثورة السورية؟ أم أنها استمرت واشتد عودها؟ كيف يفترض البعض بأن مسيرات العودة تغطي على الثورة السورية؟ أم أنه كلام إنشائي لا يقدم ولا يؤخر؟
الطامة أن النظام السوري وماكنته الاعلامية لم ينجح بتسويق نفسه على أنه راعي المقاومة من خلال هذه المسيرات، فيأتي من يزعمون أنهم أعداءه فيقدموا له هذه الخدمة على طبق من ذهب!!
يوجد أكثر من طرف في المعادلة:
الكيان الصهيوني وهو معني بالربط بين مسيرات العودة وبين النظام السوري حتى يقول أمام العالم بأنه مظلوم وأنه لا يحق للفلسطيني العودة إلى أرضه.
النظام السوري وهو مسرور بربطه بمسيرات العودة لأن هذا يعزز مزاعمه بأن هنالك مؤامرة أمريكية عليه بسبب دعمه للمقاومة.
الثورة السورية والربط بين هذه المسيرات والنظام يضرها لأنه يظهر الثورة وكأنها الطعنة في ظهر النظام المقاومة.
القضية الفلسطينية والشباب الفلسطيني المتحمس للعودة والربط بين تحركهم وبين ما يحصل في سوريا يضر بهم ويسخف من تضحياتهم.
سلطة رام الله وفتح التي تريد الربط بين النظام ومسيرات العودة حتى تبرر قمعها للمسيرات المماثلة في الضفة.
هؤلاء المستفيدين والمتضررين من الربط بين مسيرات العودة والنظام السوري، وأنت حر باختيار الطرف الذي تريد.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)