الجمعة، 27 أكتوبر 2017

حول محاولة اغتيال توفيق أبو نعيم


من بعض العادات الجاهلية في مجتمعاتنا العربية أنه عندما تريد عائلة الثأر من قتلة ابنها، فإنها تنتقم بقتل أفضل الرجال من عائلة القاتل وأحسنهم أخلاقًا وسمعة ومكانة في المجتمع.

وهكذا داعش فهي تتعمد استهداف أفضل الرجال في مجتمعاتنا العربية، وأنقاهم وأكثرهم شعبية، هكذا فعلت في سوريا والعراق وليبيا.

واليوم يتكرر نفس الشيء في غزة فتحاول استهداف توفيق أبو نعيم، وهو من الأسرى المحررين بصفقة وفاء الأحرار وممن أثخنوا في الاحتلال.

ولهذا يلتبس الأمر على كثير من الناس ويصعب عليهم تصديق أن جهة أخرى غير الاحتلال هي التي تقوم بهذه العمليات الحقيرة.

ولهذا السبب أنصار هذا التنظيم معرضون للاختراق بسهولة، لأنه لا فرق بين أهداف تنظيمهم المنحرف، وأهداف الاحتلال الصهيوني.

ملاحظة حول خطاب حماس الإعلامي:

حرصت حماس على توجيه البوصلة نحو الاحتلال الصهيوني خوفًا من أن تنحرف باتجاه صراعات داخلية جانبية مع داعش أو غيرها.

ما زالت الجهة المنفذة مجهولة لكن بصمات داعش واضحة جدًا، وتهديدها ووعيدها سبق فعلها.

رغم تقديري لدوافع حماس إلا أني لا أتفق مع هذه الاستراتيجية بالتعامل مع مشكلة داعش (والخلايا السلفية الجهادية الموجودة في غزة(.

فهذه الجماعات تشكل حالة هامشية ومعزولة حاليًا، والقضاء عليها أمر سهل، لكن إن تركت فهي مثل الخلايا السرطانية قد تبقى كامنة لفترة ثم يستفحل أمرها ويصبح القضاء عليها أمر مستحيل، ووقتها هي ستحرف البوصلة رغمًا عن إرادة حماس.

وعلينا التعلم مما حصل في سوريا، فداعش بدأت بداية متواضعة وكان هنالك رفض بين فصائل الثورة السورية لمحاربة داعش حرصًا على إبقاء البوصلة ضد النظام، فكبرت داعش واستفحل أمرها إلى أن قضت بنفسها على الثورة السورية.


على المدى المنظور لا يوجد خطر للدواعش في قطاع غزة، لكن لا أحد يضمن المستقبل، واقتلاعهم من جذورهم الآن سهل جدًا، ويحتاج لجهد إعلامي من أجل فضح حقيقتهم، وجهد فكري لتوعية الشبان، وجهد أمني لمحاصرة عناصرهم وكوادرهم.          

ليست هناك تعليقات: